بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

هذا الكذب... هذه الحقيقة.

«هذا الكذب... هذه الحقيقة».
"مقالة".
"طريقُ البحثِ الشاعريِّ عن الأديب الفنان الأصيل، بين ذاتٍ وموضوع».
1/ تَمَوْضُع:
خارجَ دائرة فلسفة، داخل دائرة سباحةٍ في "مُسَلَّمَاتٍ" ملغومة.
خارجَ دائرة مقام / سياق، داخل دائرة استنطاق...
مغامرةُ خلخلة ألغام.
2/ إشكالية:
أ — عَتَبَات / مقدمات:
"أنا أُعبّر، إذن أنا موجود".
"وجودي تعبير، تعبيري وجود".
"أنا حقيقة، أنا كذبة".
"طَفْوٌ على تقديس سطح ظاهر معنى، غَوْصٌ في عمق نَسْفِ مُقتضى حال... أنا".
ب — طرح / صياغة:
هل الإنسانُ / التعبيرُ صِدْقٌ أم هو كذب، أم غيرُ ذلك هو في منزلة بين منزلتين؟
هل الوعيُ / الإدراكُ امتلاكٌ لحقيقة حَقَّةٍ، أم هل هو شتات بين مطلق ونسبية؟
ج — هل أعذبُ الشعر أكذبُه؟
3/ مغامرة:
كيان أنت أيها الإنسان / الفنان... مراوغ.
تتحقق فيك "الحقيقة" وجوداً بالقوة؛
تتجلى فيك "الكذبة" بالفعل.
بين "حقيقتك" و"كذبتك" مسافةُ تمدُّدِ جَسدٍ / نَفْسٍ بين موضوع وذات.
أنت محكوم أيها المراوغ بشروط "موضوع"، أنت وجود بالقوة في الموجود، يصنعك، يشكلك، يرسم لك صورةً بملامحَ لا تضيع بها / معها بين شظايا متفرقات من بني جنسك...
أنت إنسان موجود دون إرادتك، لَوَّنَكَ محيطٌ، أنتجك، وتهرب منه يا مراوغ، وما كل شظية تشبهك.
أنت أيها المراوغ الجميل، المزعج، الشارد، الهارب منك إليك... تتحقق منك "الذات"، أنت وجود بالفعل في موجود.
تتقن اللعبةَ أنت أيها المراوغ.
تبحث عن "حقيقة"، تقبض على بعض حروف منها، تفرح بامتلاك العالم...
تنهار "حقيقتك" بفعل منك مهووس "بالكذب"...
أنت فنان أيها المراوغ؛ أنت مراوغ أيها الفنان.
لكن،
لك وجهان... منك شظيتان:
شظية أولى منك تعانق "الموضوعَ"... ترحل في دروب نضال، تحلم بتغيير عالم مقلوب يمشي على رأسه، يَسْحَرُكَ صاحبُك بلحية ماركسية كثة... أنت الملحمة، تصرخ بالحقيقة، تبدع، تَصْدُقُ القول.
شظية ثانية منك تعشق "الذات"... ترحل في دروب خيال، تحلم بعوالم غاب، يسحرك الطير في وادي عبقر، تسبح بين دجلة والفرات، تتغنى بليلاك، تصنع الدهشة، وتكذب.
ومنك شظية ثالثة نشاز؛
أنت الذات / الموضوع؛
تهرب من حقيقة إلى كذبة، تفر من كذبة إلى حقيقة، تغتال الموضوع، تسرق الذات...
ترسم لك، لعالمك، ترسم لنا، لعالمنا... صورة.
تخلق من المستحيل مستحيلاً... وأكثر.
تقلّصُ المسافةَ بين جسد منك ونفس،
وما كان منك فنان خالصُ التِّبْرِ موجودٌ بالقوة إلى يومنا هذا...
فأين أنت أيها الأديب الفنان الأصيل؟
"عبد الرحمن بوطيب" - المغرب.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.