•  منذ 4 شهر
  •  0
  •  0

اول مرة

كانت تشعر بالقلق والتوتر وهى تدخل للمرة الأولى هذا الغرفة التى أشاروا لها بها لتدخلها لتلقى العلاج ، وقفت على الباب مترددة وخائفة لمحتها إحدى الممرضات الموجودة بالداخل وكانت تقوم بتعليق أنبوب يشبة أنبوب المحاليل وقالت لها ،:-

ادخلى يا مدام واجلسى .

دخلت ونظرت حولها باحثة عن مقعد خالى فوجدت مقعدا مجاور للنافذة فتوجهت نحوة مباشرة وجلست ، ثوان معدودة فقط وجائها صوت الممرضة تقول :- بوتكاس ولا كانيولا

لم تفهم كلمات الممرضة وظنت أنها تتحدث مع امرأة أخرى ولكن ما هي إلا لحظات وجاءت إليها الممرضة مبتسمة وهى تحمل فى يدها مغلف بلاستيكى صغير وبكرة من اللاصق الطبى ، عندما وجدتها تقف أمامها قالت :-هذة اول مره

ظلت الممرضة مبتسمة وقالت وهى تمسك بيدها وتربت على الأوردة لتحفزها قليلا :-لقد توقعت ذلك ،لا تخافى

وظلت الممرضة تضرب برفق على ظهر اليد قبل أن تفتح الكيس البلاستيك وتخرج منة كانيولا وقالت لها وهى تقرب من يدها سن الكانيولا :- خذى نفس وانظرى إلى النافذة

فعلت ما طلبتة الممرضة شعرت بوخز الإبرة فى يدها فنظرت نحو يدها مسرعة فرات الكانيولا وقد دخل سنها فى يدها وبالممرضة تقوم بتثبيها باللاصق الطبى

نظرت في حزن إلى يدها وزاد قلقها وتوترها وخوفها ، دقائق معدودة قبل أن تدخل إحدى الممرضات وهى تحمل في يدها عدد من أنابيب المحاليل ما بين كبير وصغير وتنادي على اسمها فردت عليها :-نعم

وضعت الممرضة الأنابيب وبعض الملفات على مكتب الممرضات وخرجت

ذهبت الممرضة إلى مكتبها وبدأت في ترتيب الأنابيب وتقسيمها إلى مجموعات وفقا للملفات المرفقة وبمساعدة زميلتها بدأت في وضع كل مجموعة على المنضدة المجاورة لبعض الجالسات وهى منهن ، وجاءت الممرضة المبتسمة إليها وأخذت أنبوب محلول صغير وبدأت في توصيله بالكانيولا المثبتة فى يدها ، سالتها فى خوف ما هذا ؟

ردت الممرضة أنة كوكتيل تجهيز للدواء لا تخافي

بعد عدة دقائق كانت خلالها تنظر إلى الأنبوب المعلق في يدها كل ثانية ،جاءت إليها الممرضة وقد قربت منها مقعدها الجلدى لتجلس بجوارها وقالت لها :- لا تخافي كلة بيهون ، انظرى إلى عدد النساء الموجودات فى تلك الغرفة وهناك فى هذا الطابق ثلاث غرف أخرى كلهم ممتلئات وفى طابق اخر يوجد اربع غرف صغيرة كلهن أيضا ممتلئات ،، كل هولاء النساء لديهن نفس مرضك وفى مراحل مختلفة من المرض، وهناك الكثير والكثير من النساء لديهن نفس المرض فى مستشفيات أخرى، انظرى إليهن جيدا كما ترين كلهن يضحكن ويثرثرن ولا يفكرون في المرض ،، منهن من هى فى مرحلة متقدمة من المرض ومنهن من هى فى المرحلة الأخيرة من العلاج ،

لا تكونى بائسة هكذا ولا تخافى فالعلاج الان افضل من ذى قبل وكم من مريضة شفيت تماما من هذا المرض،الكثير والكثير ، ستشفين باذن الله فقط لا تفكرى فى الأمر واتركيه لصاحب الأمر

فى تلك اللحظة دخلت امرأة عجوز فى الستينات من عمرها فألقت بالتحية على جميع من بالغرفة ثم قالت للممرضة :- اين مقعدى يا ners ، نهضت الممرضة من جوارها وأخذت تنظر فى أنحاء الغرفة ثم قالت:-, انتظرى دقيقتان فقط هنا على مقعدى حتى يخلو مقعد

اتجهت العجوز إلى مقعد الممرضة وجلست وبدأت في التحدث مع الجميع قائلة وهى تبتسم :-, كيف حالكم يا بنانيت ، ثم بدأت تتحدث الى الجالسات كل باسمها تسألها عن اخبارها واخبار أهلها ،، حتى لمحتها فنظرت إليها وقالت:- انتى جديدة هنا معنا ؟

ردت :-نعم

ابتسمت العجوز وقالت لها:- هذة اول مره لكى يبدو عليكى الخوف ، لا تخافي ستشفين كلنا كنا مثلك خائفات فى البداية لكن كما ترين الان اصبحنا لا نفكر في المرض من الأساس ونعيش حياتنا جيدا دون قلق أو خوف من المستقبل ،

فى هذه اللحظة اقتربت منها الممرضة وبدلت الأنبوب المعلق بانبوب اخر اكبر حجما ، فنظرت إلى الأنبوب فى رعب وهى تسال ما هذا ؟ ردت العجوز :- قلت لكى لا تخافي هذا هو بداية العلاج بالشفاء أن شاء الله ، ظلت تنظر إلى نقاط المحلول وهو يتهاوى ببطء فى الأنبوب الموصل بيدها فسمعت صوت العجوز :- النظر آلية لا يفيد انظرى إلى اى شئ اخر ،انظرى إلى النافذة ،الى المنازل ،الى الشارع

ونهضت العجوز من مقعد الممرضة واتجهت إلى مقعد خلى من لحظات لتجلس علية ، وعادت إليها الممرضة المبتسمة مرة أخرى لتجلس بجوارها وقالت:- انظرى إلى تلك العجوز كم هى متفائله رغم أن مرحلة مرضها متقدمة عنكى ولكنها متفائله ، وضحكت ضحكة خفيفه واردفت :- جاءت اول مرة لها بمفردها لم تخبر أحدا بموعد الجلسة وجاءت بمفردها وهى تضحك ،،وها هى الآن كما ترين لا تزال متفائله وتضحك ، لقد سالتها من قبل عن سبب ضحكها للحياة فقالت لى جملة لن انساها:- نحن من ياتى بالمرض إلى أنفسنا ونحزن عندما ياتى ونفرح عندما يمشى ، إذا فكرنا في المرض لن نعيش وإذا صالحنا المرض فيصالحنا ويمشى مسرعا

كانت لكلمات الممرضة والعجوز وقع جيد فى نفسها لكن قلقها كان أكبر ولكنها حاولت أن تكون مثل العجوز

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.