كاتب(ة) : عائشة
شهوة الروح ( الجزء الأخير)
هذه المرأة التي خدشت ثقتي بأن اكون الرجل الوحيد – على الإطلاق – الذي لم تستطع يوما امرأة سواها , أن تعلّق اضطرابي بين أصابع تصرفاتها أو أخطائها..مهما كانت بسيطة.
أعرف نفسي جيّدا ...و أعرف حقّاً أنّي رجل لا يكتب, و لكنه لا يقرأ كلَّ ما يُكتَب ...فكيف لهذه المرأة بالذات أن تصفع كتاباتها و ما خلف كتاباتها ,وجه عطشي للقراءة , فتُقظه و تجعله هكذا ..عطشا شرساً...
أعرف نفسي جيّدا ..وأعرف أني رجل لا يتعلّم إلاّ مع الكبار , و لا يشتهي إلا مجالسة الكبار...فكيف لهذه المرأة بالذات أن تجعلني لا أشتهي سوى مجالسة نفسي ...أو مجالستها هي وحدها....
أعرف أني رجل...لم يمارس الحبَّ يوما بشهوة الروح , فكيف لهذه المرلأة بالذات أن تجعلني أُحب ..و أحب أن امارس معها الحب , كمن يحاول أن يضيف جمالا آخرا...ناطقا على لوحة فنّية مميّزة...
كيف لهذه المرأة بالذات..أن تنزع من داخلي «أنا » , ذلك الرجل الآخر الذي عاش بداخلي سنيناً ...مُخذّراً..مكبوتا..الرجل المنزوع من داخلي , الرجل الذي كان يمارس الحب...الهدوء و الكتابة بصمت حالم يتوق إلى الخروج مني..
كيف لهذه المرأة وأنا الكبير...أن تعلمني و هي الأصغر مني, طريقة جديدة أُلوّن بها حياتي بدقّة...؟ وكيف لي و أنا أكفؤ الرجا ل ارتجالية في الكلام , أن أتلعثم و لو للحظات , في التعبير بعنف عن هذا الإحساس الذي يحتويني بسبب امرأة..هذه المرأة بالذات....»
....هذا ما سمعته و لم يقله , ثمّ ابتسم , و حين قطعت ابتسامته تفكيرَه, كان كمن يحاول أن يعطيني انطباعا على أنّه يعرف الإجابة و التفسير عن كل هذه التساؤلات , و لكنه في الحقيقة كان تائها ..يبحث عن درب واحد ..واحد فقط , ليس للوصول إلى الإجابة ..و إنما للوصول إالى امتلاكي..و إلاّ..إلى الرجوع إلى بيته....