•  منذ 3 سنة
  •  0
  •  0

كاتب(ة) : عبير حسن

ما الحب

الحب، تلك المشاعر المبهمة التى سُوّدت فيها أطنان من الورق وانسكب لأجلها أمتارًا من الحبر. وأُفجع بها ملايين الأفئدة، وسكبوا له العَبرات.

ما هو الحب؟ من أين يأتى؟ وكيف نحافظ عليه؟

الأم التي تعطى كل شيءً بلا مقابل ما تفعل ذلك إلا لانها تُحب، والأب الذي يكد ويدفع عمره لتعيش فى أفضل حال ما فعل ذلك إلا بدافع الحب، والصديق الذي يقطع ألاف الأميال لنجدة أو لقاء صديقه ما فعلها إلا لأنه أحب.

فما الحب اذًا؟

ينقسم الأنسان إلى ثلاث مهيات، الطين ومنه الجسد، والذي يغذيه الإحتياجات المادي، كالطعام والشرب والتكاثر. والجزء الثاني العقل، يتغذى على المعرفة والعلم وحب الإطلاع والتفكير المنظم. والجزء الأخير هى الروح تلك الشيء المبهم، ويغذيها كل المشاعر الأنسانية ذات السموّ ومنها الحب؛ لذا فالحب شيء مبهم يصعب شرحة بشكل مادي كالروح تمامًا.

مازال السؤال قائمًا من أين يأتي الحب؟

سأجيبك عزيزي القارئ يأتى الحب من الجبلة الإنسانية الاجتماعية، واحتياج الإنسان للشعور أن هناك من يهتم لأمر وجوده فى هذه الدنيا، فمهما بلغ الإنسان من قوة وصلابة، ومهما حقق من نجاح وتربع على قمة المجد يظل بحاجة إلى من يشاركه نجاحه، أخًا، صديق، حبيب، إناس يفرحون لفرحة ويحزنون لحزنه، ولأن الإنسان مجبول بحب النفس أنبّض الله الأفئدة بحب الآخر؛ حتى لا يطغى ذاك النوع من الحب ويحول أنانية؛ والتي بطبيعتها تُتلف كل الروابط الإنسانية. بالحب يستطيع الإنسان أن يعيش فى جماعات، ويخرج من الدوران حول محوره ولأجله، للدوران حول من هم بقربه، كالأهل والأصدقاء والمحبين. إذًا من هنا جاء الحب؛ للحفاظ على ترابط وصلابة الروابط الإنسانية.

كيف نحافظ على الحب إذًا؟

الحب هو مرادف للعطاء والذى سبق وأخبرنا انه السمة الاساسية للحفاظ على ترابط العلاقات الإنسانية، ونقيض العطاء الأنانية، إذًا لنحافظ على الحب علينا بالعطاء. علينا الخروج من محورنا وذواتنا وحاجاتنا فقط لننظر إلى من يُحيطوننا وسكب المزيد من العطاء. للحفاظ على الحب عليك أن تعطي قبل أن تطلب، تتجاوز وتعفو، وتغض الطرف عن الأخطاء والزلات، تعامل مع من تحب بمبدئ مهما طالت قصُرت، ومهما مكثت لابد من فِراق.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.