بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

حَنَّ

(حَنَّ) الْحَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْإِشْفَاقُ وَالرِّقَّةُ. وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مَعَ صَوْتٍ بِتَوَجُّعٍ. فَحَنِينُ النَّاقَةِ: نِزَاعُهَا إِلَى وَطَنِهَا. وَقَالَ قَوْمٌ: قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ صَوْتٍ أَيْضًا. فَأَمَّا الصَّوْتُ فَكَالْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي حَنِينِ الْجِذْعِ الَّذِي
كَانَ يَسْتَنِدُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا عُمِلَ لَهُ الْمِنْبَرُ فَتَرَكَ الِاسْتِنَادَ إِلَيْهِ. وَالْحَنَانُ: الرَّحْمَةُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [مريم: 13] . وَتَقُولُ:


حَنَانَكَ أَيْ رَحْمَتَكَ. قَالَ:


مُجَاوَرَةً بَنِي شَمَجَى بْنِ جَرْمٍ ... حَنَانَكَ رَبَّنَا يَا ذَا الْحَنَانِ


وَحَنَانَيْكَ، أَيْ حَنَانًا بَعْدَ حَنَانٍ، وَرَحْمَةً بَعْدَ رَحْمَةٍ. قَالَ طَرَفَةُ:


أَبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا ... حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ


وَالْحَنَّةُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ، وَاشْتِقَاقُهَا مِنَ الْحَنِينِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَحِنُّ إِلَى صَاحِبِهِ. وَالْحَنُونُ: رِيحٌ إِذَا هَبَّتْ كَانَ لَهَا كَحَنِينِ الْإِبِلِ. قَالَ:


تُذَعْذِعُهَا مُذَعْذِعَةٌ حَنُونُ


وَقَوْسٌ حَنَّانَةٌ، لِأَنَّهَا تَحِنُّ عِنْدَ الْإِنْبَاضِ. قَالَ:


وَفِي مَنْكِبِي حَنَّانَةٌ عُودُ نَبْعَةٍ ... تَخَيَّرَهَا لِي سُوقَ مَكَّةَ بَائِعُ


وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ طَرِيقٌ حَنَّانٌ، أَيْ وَاضِحٌ.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر