بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

حَرَشَ

(حَرَشَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ فَرَوْعُ الْبَابِ. وَهُوَ الْأَثَرُ وَالتَّحْزِيزُ. فَالْحَرْشُ الْأَثَرُ وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ حِرَاشًا. وَلِذَلِكَ يُسَمُّونَ الدِّينَارَ أَحْرَشَ لِأَنَّ فِيهِ خُشُونَةً. وَيُسَمُّونَ الضَّبَّ أَحْرَشَ ; لِأَنَّ فِي جِلْدِهِ خُشُونَةً وَتَحْزِيزًا.


وَمِنْ هَذَا الْبَابِ حَرَشْتُ [الضَّبَّ] ، وَذَلِكَ أَنْ تَمْسَحَ جُحْرَهُ وَتُحَرِّكَ يَدَكَ حَتَّى يَظُنَّ أَنَّهَا حَيَّةً فَيُخْرِجُ ذَنْبَهُ فَتَأْخُذَهُ. وَذَلِكَ الْمَسْحُ لَهُ أَثَرٌ. فَهُوَ مِنَ الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَالْحَرِيشُ: نَوْعٌ مِنَ الْحَيَّاتِ أَرْقَطُ. وَرُبَّمَا قَالُوا حَيَّةٌ حَرْشَاءُ، كَمَا يَقُولُونَ رَقْطَاءُ قَالَ:


بِحَرْشَاءَ مِطْحَانٍ كَأَنَّ فَحِيحَهَا ... إِذَا فَزِعَتْ مَاءٌ هُرِيقَ عَلَى جَمْرِ


وَالْحَرْشَاءُ: حَبَّةٌ تَنْبُتُ شَبِيهَةٌ بِالْخَرْدَلِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:


وَانْحَتَّ مِنْ حَرْشَاءَ فَلْجٍ خَرْدَلَهْ


فَأَمَّا قَوْلُهُمْ حَرَّشْتُ بَيْنَهُمْ، إِذَا أَغْرَيْتَ وَأَلْقَيْتَ الْعَدَاوَةَ، فَهُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ كَتَحْزِيزٍ يَقَعُ فِي الصُّدُورِ وَالْقُلُوبِ.


وَمِنْ ذَلِكَ تَسْمِيَتُهُمُ النُّقْبَةَ، وَهِيَ أَوَّلُ الْجَرَبِ يَبْدُو، حَرْشَاءَ. يُقَالُ نُقْبَةٌ حَرْشَاءُ، وَهِيَ الْبَاثِرَةُ الَّتِي لَمْ تُطْلَ. وَأَنْشَدَ:
وَحَتَّى كَأَنِّي يَتَّقِي بِي مُعَبَّدٌ ... بِهِ نُقْبَةٌ حَرْشَاءُ لَمْ تَلْقَ طَالِيًا


فَأَمَّا قَوْلُهُ:


كَمَا تَطَايَرَ مَنْدُوفُ الْحَرَاشِينَ


فَيُقَالُ إِنَّهُ شَيْءٌ فِي الْقُطْنِ لَا تُدَيِّثُهُ الْمَطَارِقُ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِخُشُونَةٍ فِيهِ.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر