•  منذ 5 سنة
  •  0
  •  0

أخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ‏.‏

أخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ‏.‏

و ‏"‏أخرب من جوف حمار‏"‏ قالوا‏:‏ هو رجل من عاد، وجَوْفه‏:‏ وادٍ كان يحله، ذو ماء وشجر، فخرج بنوه يتصيدون، فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم، فكفر وقال‏:‏ لا أعبد ربا فعل ذا ببنيَّ، ثم دعا قومَه إلى الكفر، فمن عَصَاه قتله، فأهلكه الله وأخرب واديه، فضربت العرب به المثل في الخراب والخلاء، وقالوا ‏"‏أخْرَبُ من جوف الحمار‏"‏ و ‏"‏أخلى من جوف حمار‏"‏ وأكثرت الشعراء ذكره في أشعارهم، فمن ذلك قول بعضهم‏:‏

وَبِشُؤْمِ الْبَغْيِ وَالْغَشْمِ قَدِيماً * ما خَلا جَوْفٌ ولم يبق حِمَار

هذا قول هشام الكلبي‏.‏ وقال غيره‏:‏ ليس حمار ههنا اسمَ رجل، بل هو الحمار بعينه، واحتج بقول من يقول ‏"‏أخلى من جوف العَيْر‏"‏ قال‏:‏ ومعنى ذلك أن الحمار إذا صِيدَ لم ينتفع بشيء مما في جوفه، بل يرمى به ولا يؤكل، واحتج أيضا بقول من قال ‏"‏شَرُّ المالِ ما لا يزكى ولا يذكى‏"‏ فقال‏:‏ إنما عنى به الحمار، لأنه لا تجب فيه زكاة، ولا يُذْبَح فيؤكل، وقال أبو نصر في قول امرئ القيس‏:‏ وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه*

العير عند الأصمعي‏:‏ الحمار، يذهب إلى أنه ليس في جوف الحمار إذا صيد شيء ينتفع به، فجوف الحمار عندهم بمنزلة الوادي القفر الذي لا منفعة للناس والبهائم فيه‏.‏ وقال‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ حدثني ابن الكلبي عن فروة ابن سعيد عن عفيف الكندي أن هذا الذي ذكرته العرب كان رجلا من بقايا عاد يقال له ‏"‏حمار بن مُوَيْلع‏"‏ فعَدَلَت العرب عند تسميته عن ذكر الحمار إلى ذكر العَيْرِ لأنه في الشعر أخف وأسهل مَخْرَجا‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر