بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ

أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ

‏(‏ضبط في كل الأصول بضبط القلم على أن ‏"‏إن‏"‏ أوله شرطية، وأحسب أن ضبطها على أن تكون مصدرية خير، والتقدير‏:‏ ورودك الماء ومعك ماء أكيس، ويؤيده تقدير المؤلف في آخر كلامه‏)‏ أي مع ماء، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ‏}‏ يعني إن تَرِدَ الماء ومعك ماء إن احتجْتَ إليه كان معك خيٌر لك من أن تفرّط في حمله ولعلك تهجم على غير ماء، وهذا قريب من قولهم ‏"‏عَشِّ إبلَكَ ولا تَغْتَرّ‏"‏

يضربان في الأخذ بالحزم‏.‏

وقالوا في قوله ‏"‏أكيس‏"‏ أي أقرب إلى الكَيْسِ‏.‏ قلت‏:‏ هذا لا يصح، لأنك لو قلت ‏"‏زيد أحسن‏"‏ كان معناه أن حُسْنه يزيد على حسن غيره، لا أنه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كَيْسٍ لخفاء مَوَاردهم قالوا‏:‏ إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تُضِعْ ما معك ثقةً بورودك ليزيد كَيْسُك على كَيْس مَنْ لم يصنع صنيعَكَ، هذا وجه ويجوز أن يقال‏:‏ إنهم يَضَعون أفعل موضعَ الاسم كقولهم ‏"‏أشْأَمُ كلِّ امرىء بين فَكَّيه‏"‏ أي شُؤْم كل امرىء، وكقول زهير * فتنتج لكم غلمان أشأم* أي غلمانَ شُؤْم، فيكون معنى المثل على هذا التقدير‏:‏ ورودُكَ الماء مع ماء أكيسُ‏:‏ أي كِيَاسَة وحَزْم‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر