بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ‏.‏

أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ‏.‏

هو ذو الوَدَعَات، واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ بني قيس بن ثعلبة، وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له بَعير، فجعل ينادي‏:‏ مَنْ وجَد بعيري فهو له، فقيل له‏:‏ فلم تَنْشُده‏؟‏ قال‏:‏ فأين حلاوة الوجْدَان‏!‏‏؟‏

ومن حُمْقه أنه اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب إلى عرباض في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة‏:‏ هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب‏:‏ بل هو من عرافتنا، ثم قالوا‏:‏ رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم هَبَنَّقة، فلما رأوه قالوا‏:‏ إنَّا لِلَّه‏!‏ مَنْ طلع علينا‏؟‏ فلما دنا قَصُّوا عليه قصتهم، فقال هبنقة‏:‏ الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل‏:‏ لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان‏.‏

ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وهو ذو لحية طويلة، فسُئِل عن ذلك، فقال‏:‏ لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل، فبات ذات ليلة وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدها، فلما أصبح ورأى القلادة في‏ عنق أخيه قال‏:‏ يا أخي أنت أنا فمن أنا‏؟‏‏.‏

ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان في العشب ويُنَحِّى المهازيلَ، فقيل له‏:‏ ويحك‏!‏ ما تَصْنَع‏؟‏ قال‏:‏ لا أفسد ما أصلحه اللّه، ولا أصلح ما أفسده، قال الشاعر فيه‏:‏

عِشْ بَجدٍّ ولَنْ يَضُرَّكَ نوْكٌ * إنما عَيْشُ مَنْ تَرَى بِجُدودِ

عِشْ بِجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ الْقَيْـ * ـِسيَّ ‏(‏القيسي‏)‏ نوكاً أوْ شَيْبَةَ بن الوليد

رُبَّ ذِي إربة مُقِل مِنَ الما * لِ وَذِي عنجهية مَجْدودِ

العنجهية‏:‏ الجهل، وشيبة بن الوليد‏:‏ رجل من رجالات العرب‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر