بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

شَرُّ يومَيْهَا وَأَغْوَاهُ لهَا‏.‏

شَرُّ يومَيْهَا وَأَغْوَاهُ لهَا‏.‏

أصْلُه أن امرأة من طَسْمِ يقال لها عنز أخِذَتْ سبيةً فحملوها في هَوْدَج وألْطَفُوها بالقول والفعل، فعند ذلك قالت‏:‏ شَرُّ يَوْمَيْها وأغواه لها، تقول‏:‏ شَرُّ أيامي حين صِرْتُ أكْرَمُ للسِّباء، قال أبو عبيد‏:‏ وفيها بيتٌ سائر وهو‏:‏ شَرُّ يوميها وأغْوَاهُ لهَا * ركبت عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلاَ

وشر نصب على الظرف، والعاملُ فيه باقي البيت، وهو ‏"‏ ركبت عنز بحدج جملا‏"‏وأغوى‏:‏ أفعل من الغيّ، والهاء راجع إلى اليوم على الاتساع، كقوله تعالى ‏(‏بل مكر الليل والنهار‏)‏ وكقول جرير‏:‏

ونمْتَ ومَا لَيْلُ الَمطِيِّ بنائِمِ* وقوله‏"‏بحدج‏"‏ أي في حِدْج، والحدج والحداجة‏:‏ مركب من مراكب النساء، ومن روى ‏"‏شَرُّ‏"‏ بالرفع أراد هذا شرُّ يوميها، أي يومي إعزازها و إذلاها، وأغواه‏:‏ أي أكثرهما غَيّاً ويجوز أن تعود الهاء في ‏"‏أغواه‏"‏ إلى الشر، ويكون أغوى أفعل من الإغواء وهو الإهلاك، أي‏:‏ أهْلَكُ شر يوميها لها هذا اليوم، وبناء التفضيل من المنشعبة شاذ كقولك‏:‏ ما أعْطَاه للمال، وما أوْلاَه للمعروف‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر