بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

فِي دونِ هذَا مَا تُنْكِرُ المَرْأَةُ صَاحِبَهَا

فِي دونِ هذَا مَا تُنْكِرُ المَرْأَةُ صَاحِبَهَا

قَالوا‏:‏ إن أول مَنْ قَال ذلك جارية من مُزَينة، وذلك أن الحَكَم بن صَخْر الثَّقَفِي قَال‏:‏ خرجت منفرداً، فرأيت بإمَّرَةٍ - وهي مَوْضِع - جاريتين أختين لم أر كجَمَالهما وظَرْفهما، فكسوتهما وأحسنت إليهما، قَال‏:‏ ثم حَجَجْت مِن قابل ومعي أهلي، وقد أعْتَلَلْتُ ونَصَلَ خِضابي، فلما صِرْتُ بإمَّرَة إذا إحداهما قد جاءت فسألت سُؤَال منكرةٍ، قَال‏:‏ فقلت‏:‏ فلانة‏؟‏ قَالت‏:‏ فِدىً لك أبي وأمي، وأنى تعرفني وأنكرك‏؟‏ قال‏:‏ قلتُ‏:‏ الحكم بن صخر، قَالت‏:‏ فِدىً لك أبي وأمي، رأيتُكَ عامَ أولَ شابَّاً سُوقَةً، وأراك العامَ شيخاً ملكا، وفي دون هذا ما تنكر المرأةُ صاحبَهَا، فذهبت مَثَلاً، قَال‏:‏ قلت‏:‏ ما فعلَتْ أختُك، فَتَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاء وقَالت‏:‏ قَدِمَ عليها ابنُ عم لها فتزوجها وخرج بها، فذاك حيث تقول‏:‏

إذا ما قَفَلْنَا نَحْوَ نَجْدٍ وَ أَهْلِهِ * فحَسْبِى مِنَ الدُّنْيَا قُفُولىِ إلَى نَجْدِ

قَال‏:‏ قلت‏:‏ أما إني لو أدركتها لتزوجتها، قَالت‏:‏ فِدَىً لك وأبي وأمي ما يمنعك من شريكتها في حَسَبها وجَمَالها وشقيقتها‏؟‏ قَال‏:‏ قلت‏:‏ يَمْنَعُني من ذلك قول كُثَيْر‏:‏

إذا وَصَلَتْنَا خُلَّةٌ كَىْ تُزِيلَهَا * أبَيْنَا وَقُلْنَا‏:‏ الحَاجِبِيَّةُ أوَّلُ

فَقَالت‏:‏ كُثَير بيني وبينك، أليس الذي يقول‏:‏ ‏

هَلْ وَصْلُ عَزَّةَ إلاَّ وَصْلُ غَانِيَةٍ * فِي وَصْلِ غَانِيَةٍ مِنْ وَصْلِها خَلَفُ

قَال الحكم‏:‏ فتركت جَوَابها وما يمنعني من ذلك إلا العِىّ‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر