أَعْمَرُ مِنْ مُعَاذٍ
أَعْمَرُ مِنْ مُعَاذٍ
هذا مثل مولَّد إسلامي، ومعاذ هذا: هو مُعاذ بن مسلم، وكان صَحِبَ بني مروان في دولتهم، ثم صحب بني العباس، وَطَعَنَ في مائة وخمسين سبة، فَقَال فيه الشاعر:
إنَّ مُعَاذَ بنَ مُسلمِ رَجُلٌ * لَيْسَ يَقِيناً لِعُمْرِهِ أمَدُ
قَدْ شَابَ رَأسُ الزَّمانِ واكْتَهَلَ الـ * دَّهْرُ وَأثْوَابَ عُمْرِهِ جُدُدُ
قُلْ لِمُعَاذٍ إذا مَرَرْتَ بِهِ * قَدْ ضَجَّ مِنْ طُولِ عُمْرِكَ الأَبَدُ
يا بِكْرَ حَوَّاءَ كَمْ تَعِيشُ وَكَمْ * تَسْحَبُ ذَيلَ الحَياةِ يَالُبَدُ
قَدْ أصْبَحَتْ دَارُ آدَمٍ خَرِبَتْ * وَأَنْتَ فِيها كأنكَ الوَتِدُ
تَسأَلُ غِرْبَانَهَا إذا نَعَبَتْ * كَيْفَ يَكُونُ الصُّدَاعُ وَالرَّمَدُ
مُصَحَّحاً كالظَّلِيمِ تَرْفُلُ في * بُرْدَيْكَ مِنْكَ الجبِينُ يتَّقِدُ
صَاحَبْتَ نُوْحَاً ورُضْتَ بَغْلَةَ ذِي الـ * قَرْنَينِ شيْخَاً لِوُلْدِكَ الولَدُ
مَا قَصَّرَ الجَدُّ يَا مُعَاذُ وَلاَ * زُحْزِحَ عَنْكَ الثَّراءُ وَالعُدَد
فَاشْخَصْ وَدَعْنا فَإنَّ غَايَتَكَ الـْ * مَوْتُ وإن شَدَّ رُكْنَكَ الجَلَدُ