•  منذ 5 سنة
  •  1
  •  0

دراسة: وسائل التواصل الإجتماعي سبب الإكتئاب

مما لا شك فيه ، أنه توجد علاقة وثيقة وواضحة بين زيادة إستخدام وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وزيادة شعور الأشخاص بالإكتئاب وخاصة في سن المراهقة.

وتهدف الدراسات الحديثة للبحث في معرفة أسباب تلك العلاقة وتأثيراتها على أفراد المجتمع و خاصة المراهقين.

من الملحوظ أن المراهقين من أكثر فئات االمجتمع الذين ينجذبون بشكل كبير إلي إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتي أنهم يميلون لقضاء معظم أوقاتهم في إستخدام تلك الوسائل الإجتماعية الحديثة بهدف زيادة التفاعل وتحقيق التواصل الإجتماعي الإيجابي حتي أنهم يعتمدون علي إستخدام تلك الوسائل الإجتماعية الحديثة أيضاً  في دراستهم وفي حل الواجبات المنزلية الصعبة مع زملائهم عن طريق التواصل  معهم من خلالها.

 

ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن يؤثر زيادة إستخدام تلك الوسائل الإجتماعية بشكل سلبي على نفسية المراهقين بدرجة كبيرة ويزيد من شعورهم بالضغط النفسي والإكتئاب.

 

وقد أكدت نتائج أحد الدراسات الحديثة الأمريكية التي تبحث في تلك الظاهرة على وجود علاقة وثيقة بين إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وظهور أعراض الإكتئاب لدى الأطفال

 في عمر 14 عامًا، ولم توضح تلك الدراسة الأسباب التي  تؤدي إلى حدوث ذلك التأثير السلبي على المراهقين بشكل مفصل، ولكن تلك الدراسة كانت بمثابة إنذار يحذر من خطورة إستخدام المراهقين لوسائل التواصل الإجتماعي على هذا النحو المبالغ فيه وضرورة التقليل من معدل هذا الإستخدام حتي لا يتسبب في إلحاق ضرر نفسي عليهم في هذا السن المبكر.

 

وقد إستهدف الباحثون في تلك الدراسة البيانات الخاصة بأكثر من 10 آلاف من المراهقين  من مواليد عامي 2000 و 2002 والذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 أو 16عاما في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل فحص العلاقة بين إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي و ظهور أعراض الإكتئاب..

 

وبصفة عامة نجد أن نتائج الدراسة قد أظهرت أن الفتيات المراهقين أكثر إستخداماً لوسائل التواصل الإجتماعي من الفتيان المراهقين حيث أوضحت النتائج الخاصة بتلك الدراسة أن أكثر من 43 ٪ من الفتيات يستخدمن وسائل التواصل الإجتماعي لمدة ثلاث ساعات أو أكثر فياليوم مقابل 21.9 ٪ من الفتيان وذكرت أيضاً أن 4 ٪ فقط من الفتيات لا يستخدمن وسائلالتواصل الإجتماعي، مقارنة مع نسبة 10٪ من الفتيان  كما أظهرت النتائج أن الفتيات يكونونأكثر عرضة للمشاركة في المضايقات عبر الإنترنت بنسبة  38.7 ٪  للفتيات مقابل 25.1 ٪ للبنين ، كما يؤثر إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي على  نفسية الفتيات بشكل سلبي أكثر من تأثيرها على الفتيان  حيث يتعرض الفتيات للشعور بضعف الثقة النفس ، و الإحساس  بعدم الرضا عن مظهرهم الخارجي من جراء التعليقات والمشاركات السلبية التي قد يتعرضون لها خلال التفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعية كما يمكن أن يقلل من شعورهم بالإستقرار النفسي، كما أوضحت الدراسة أن إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي  قد يؤدي إلى زيادة معدلات التوتر والقلق لدي الفتيات المراهقين بنسبة أكبر مما يجعلهم يعانون من إضطراب وعدم إنتظام عدد ساعات النوم التي يحصلون عليها.

 

 

وتؤكد النتائج التي تم ذكرها في الدراسة السابقة إلى هناك ضرورة للتوقف عن الإستخدام المستمر لوسائل التواصل الإجتماعي بشكل مبالغ فيه من قبل الأفراد وخاصة المراهقين مع أهمية تحديد كلاً من إيجابيات وسلبيات الإستخدام المتكرر والمتزايد لتلك المواقع الإجتماعية ومعرفة تأثيراتها على الصحة النفسية والعقلية لدي المراهقين بصفة خاصة.

 

ومن أكثر وأخطر السلبيات التي أظهرتها تلك الدراسة هي وجود علاقة وثيقة بين شعور المراهقين بالإكتئاب والضغط النفسي وبين إستخدامهم لوسائل التواصل الإجتماعي لفترات طويلة من الوقت (أكثر من خمس ساعات في اليوم) ، حيث أظهرت الدراسة زيادة بنسبة 50٪ في أعراض الإكتئاب بين الفتيات و 35٪ بين الأولاد، وذلك عندما تمت مقارنة أعراضهم مع أولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي فقط لمدة 1-3 ساعات في اليوم الواحد.

وبالرغم من أن نسبة التأثير السلبي لوسائل التواصل الإجتماعي تكون بقدر أكبر لدي الفتيات كما أوضحت نتائج الدراسة السابقة إلا أننا  لا يمكننا تجاهل حقيقة أن إستخدام وسائل التواصل لفترات طويلة من الوقت يعرض الصحة النفسية الخاصة بالفتيان المراهقين للخطورة أيضاً.

وقد أدي الإفراط في إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى حدوث وإنتشار الكثير من القضايا والمشاكل التي يعاني منها المراهقين مثل قضايا التحرش عبر الإنترنت ، و مشاكل إضطرابات النوم التي يعاني منها من هم في سن المراهقة بصفة خاصة و مشاكل الشعور بالإحباط وعدم الشعور بالرضا عن المظهر ، و وزن الجسم لكلاً من الفتيات والفتيان.

 ومع ذلك ، نجد أن هذه الدراسة لديها بعض الإنتقادات التي وجهت لها حيث أنها تعتمد في

 بياناتها على الإبلاغ الذاتي فيما يتعلق بعادات النوم وإستخدام الوسائط الاجتماعية ، كما أنها لم تثبت فعلياً أن الإستخدام المتكرر والطويل لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى زيادة الشعور بالإكتئاب لدي المراهقين ولكنها  تشير فقط إلى وجود ترابط وثيق بينهم ، ومن المحتمل أن يشارك الأطفال البالغون من العمر14 عامًا والمعرضين للإكتئاب في إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل والتفاعل الإيجابي مع الآخرين بدرجة أكبر ولمعالجة تلك الحالة النفسية التي يمرون بها .

 

الإستخدام المفرط لوسائل التواصل الإجتماعي:

 حيث أوضحت دراسة منفصلة من جامعة بنسلفانيا ونشرت في مجلة علم النفس الإجتماعي أن إنخفاض معدل إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين طلاب تتراوح أعمارهم بين 18- 22 عامًا يؤدي إلى إنخفاض كبير في شعورهم  بالإكتئاب والوحدة بدرجة ملحوظة.. لذلك فمن المهم عمل دراسة حقيقية على إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقييم مدي تأثيرها على الصحة العقلية والنفسية للمراهقين.

 

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.