•  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

كاتب(ة) : قنيبر فاطمة الزهراء

اطلانتس

كان شغوف بالسفر و الترحال ، حيث أنه زار كل المدن القريبة منا والبعيدة لم يكتفي بهذا فحسب ... بل و زار كل الدول دولة تلوى الاخرة في كل مرة كان يأتيني فيها ليودعني كنت ابكي على كتفه خوفا أن يكون الوداع الاخير و أردد كما كل مرة " أن يعدني بالرجوع في اقرب وقت " ... كان يبتسم ثم يقول إن شاء الله على قدر ما كانت تريحني هذه العبارة على قدر ما كانت تخيفني أن يذهب ويشاء الله أن لا يعود لكن الحمد لله في كل مرة كان يعود ليفي بشبه الوعد الذي كان يقطعه لي ، في كل مرة كان يعود فيها كنت المح تلك اللهفة و هو يسرد لي مميزات كل دولة ، ما أعجبه وما لم يعجبه تلك النظرة التي في عينيه نفسها نظرة أمل ( أمل هذه ابنتي ، الذكرى الوحيدة التي بقيت لي من ... من وجع قلبي ) عند اكتشافها شيئا جديد او تعلمها كلمة جديدة .

كان يعشق الجبال ، الاهرامات ، الصخور ذات البنية الغريبة ، النقوش ... يقضي ليله على الانترنت للبحث أكثر عن شغفه ويقضي نهاره في قراءة الكتب التاريخية و الاطلاع على خرائط العالم القديمة و الحديثة

وهذا هو الروتين الذي كان يتبعه طيلة الثلاث أشهر الأخيرة قبل ذهابه إلى القارة المجهولة أو بأصح التعبير الى السراب حيث الذهاب بلا عودة ، مثلي مثل غيري أؤمن أنه لا تقسيم آخر للعالم غير التقسيم المعروف ولا وجود لقارة أخرى غير القارات الثمانية ( قارة اسيا ، قارة افريقيا ، قارة اوربا ، قارة امريكا الجنوبيه ، قارة امريكا الشماليه ، قارة أوقيانوسيا ، القارة القطبية الجنوبية ، القارة القطبية الشمالية ) لكنه كان مؤمن كل الايمان بوجود القارة المجهولة ، القارة الأكثر قوة والاكثر عدلا كما كان يزعم إنها " أطلنتس " .

ردد لي قبل رحيله أنه يعرف وجهته هذه المرة أكثر من أي مرة مضت و أكد لي أن رحلته هذه سيعود منها أسرع من اي رحلة سبقتها لكنني وبالرغم من كلامه الشبه المطمئن إلا وأنني كنت أشد على حظنه وأنا على يقين أنها المرة الأخيرة ، كنت أضغط على صدره أكثر و أكثر محاولة الدخول بين أضلعه ... كنت أبكي بأنين و حرقة مؤمنة أني لا أستطيع تغير رأيه في الذهاب مهما كان .

ذهب أحمد و سرعان ماتبين لي العكس تماما فلا هو على علم بوجهته ولا هو عائد من سرابه .

... يتبع

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.