•  منذ 5 سنة
  •  0
  •  0

كاتب(ة) : بن عيسى خضرة

الهجرة رحيل أجساد بلا أرواح

كم مرة سمعنا عن شخص هاجر وبقي قلبه معلقا بوطنه، موصول بأرضه لا يسعه إلا التأقلم والعيش على أمل العودة. إن للمهاجر روح تائهة لا تقدر على الراحة في المهجر ولا الرجوع إلى البلد الأم، تعيش حبيسة الحاضر والماضي.

كثيرا ما يتبادر إلى أذهاننا عند سماع كلمة "مهاجر" مصطلحات ذات دلالات اقتصادية كالحالة المعيشية والدخل المادي وما إلى ذلك ولكننا لا نسمع كثيرا عن ما يعايشه هذا الفرد نفسيا واجتماعيا، كطريقة تأقلمه وسط المجتمع وما يشعر به عند تفرغه من زحمة الأعمال وما يحسه عند الولوج لمنزله آخر النهار، لقد اعتدنا أن نرى كل ماهو مادي، رغم أننا نتحدث كثرا عن الجانب النفسي وتأثيراته على حياتنا اليومية.

إن تأثير الهجرة على الفرد المهاجر وإن قلنا أنه متمكن ماديا، تأثير لا نراه ولكننا قد نشعر به فقط حين نعيشه. لا يمكن للفرد الانفصال عن أشخاص شاركهم رقعة جغرافية وثقافة وتقاليد وعادات واحدة . قد يغدو التفاقم في التفكير عند الفرد المهاجر إلى الإحساس بفقدان الهوية فعدم شعوره بالتأقلم وسط ثقافة ونمط حياة جديد يجعله يتوه بين ما عهده وما يجب أن يعتاد عليه.

وهنا يبدأ الفرد بالاحساس بمستوى أمان أقل حتى وإن كان وسط العائلة والأصدقاء إذا ما قارناه بالأمان في البلد الأم. أما إذا ما تحدثنا عن سلوكيات هذا المجاهر في بلد المهجر أو البلد المضيف فقد نجد لديه نوعا من عدم الاهتمام والانتماء لهذا المجتمع وقد تقل سيطرت الضمير الجمعي على سلوكياته مما قد يؤدي هذا إلى الانحراف كارتكاب الجرائم وتعاطي المخدرات وغيرها من أشكال الانحراف.

إن عدم شعور الفرد بالانتماء لمجتمع أو جماعة ما تجعله ينعزل إذا ما اختلطت بفكرة العنصرية والتفريق داخل الجماعة فقد يفقد الفرد رغبته بالتواصل والانخراط في نشاطاتها وحتى الرغبة في الانحلال داخل المجتمع.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.