بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  1
  •  0

هل هي الأفضل في كل شيء حقًا؟ (الوجه المظلم للدول الاسكندنافية)

يمتلك الاسكندنافيين (مواطنو: النرويج، والدنمارك، والسويد) كل شيء:

  • الرعاية الصحية العامة والتعليم الذي يعد موضع حسد العالم.
  • ساعات عمل معقولة مع الكثير من الإجازات المدفوعة.
  • لديهم بعض من أعلى مستويات السعادة على هذا الكوكب.
  • ويتصدرون كل تصنيف للتنمية البشرية تقريبًا.

يقف النموذج الاسكندنافي موقفًا مناقضًا وواضحًا من الإيديولوجية الليبرالية الجديدة التي يعاني منها بقية العالم الصناعي بعدم المساواة وسوء الصحة والفقر المدقع. ليكون بمثابة (الترياق) للجوانب الأكثر تدميرًا لرأسمالية السوق الحر.

تستحق هذه البلدان الاحتفال بكل ما تحققه.. لكن هناك مشكلة:

تلك الدول تمثّل كارثة بيئية! قد لا تلاحظ ذلك للوهلة الأولى.. فهوائها لطيف ونظيف وحدائقها خالية من القمامة، ونظام جمع النفايات يعمل مثل السحر. معظم مساحاتها عبارة عن غابات ومروج خضراء، ويميل الإسكندنافيين إلى أن يكونوا أصحاب ضمير (بيئيًا).

لكن البيانات تروِ قصة مختلفة: تتمتع بلدان الشمال الأوروبي بأعلى مستويات استخدام الموارد وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، يقول علماء البيئة أن المستوى المستدام لاستخدام الموارد يبلغ حوالي 7 أطنان سنويًا من المواد غير القابلة لإعادة التدوير لكل شخص، لكن الإسكندنافيون يستهلكون -في المتوسط- ​​أكثر من 32 طنًا سنويًا.. أي 4.5 أضعاف الحدّ المسموح!

أما بالنسبة للانبعاثات، فإن أداء بلدان الشمال الأوروبي أسوأ من بقية أوروبا، وهو أفضل بشكل هامشي فقط من أخطر المتهمين بالإساءة بيئيًا في العالم (الولايات المتحدة - أستراليا - كندا) صحيحٌ أنها تولد طاقة متجددة أكثر من معظم البلدان، لكن هذه المكاسب يُقضى عليها عن طريق استيراد المواد الباعثة لثاني أكسيد الكربون (نظرًا ﻷن الدول الاسكندنافية -وعلى غرار الولايات المتحدة- مدفوعة للإفراط في استهلاك كل شيء من اللحوم إلى السيارات إلى البلاستيك).

من 7 إلى 143!

هذا هو السبب في أن بلدان الشمال الأوروبي تقع في أسفل مؤشر التنمية المستدامة. نحن نعتقد أن هذه الدول تقدمية، ولكن في الواقع، فقد تدهور أدائها بمرور الوقت (السويد، على سبيل المثال، انتقلت من 0.755 في المؤشر في التسعينات إلى 0.328 اليوم، وتراجعت من السبعة الأوائل إلى الرقم 143.

لعقود، قيل أنه ينبغي على الدول أن تتطلع إلى التطور على غرار بلدان الشمال الأوروبي، ولكن إذا كان الجميع في العالم سيستهلكون مثل الدول الاسكندنافية، فسنحتاج إلى ما يقرب من خمسة كواكب (تُشبه كوكب الأرض) لحمايتنا من الفناء!

بالطبع، الدول الاسكندنافية ليست وحدها في هذا، العديد من البلدان عالية الدخل تعامي من ذات المشكلة (وليست حرائق غابات الأمازون عنّا ببعيد)، لكن مع استيقاظنا على حقائق الانهيار البيئي، أصبح من الواضح أن بلدان شمال أوروبا لم تعد تقدم الوعد الذي اعتقدنا أنها قدمته من قبل.

لقد حان الوقت لتحديث نموذج الشمال للإنسان، تتمتع بلدان الشمال الأوروبي بالأفضلية عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية العامة والتعليم والديمقراطية الاجتماعية التقدمية، لكنها تحتاج إلى خفض استهلاكها بشكل كبير إذا ما أرادت أن تكون منارة لبقية العالم في القرن 21.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.