كاتب(ة) : روابح سهام
الآفات بين الأسباب و النتائج
أحب نفسك قبل أن تحب أي أحد مهما كان موقعه في حياتك أو ينتهي بك المطاف كشخصية الجوكر في الفيلم الأخير أجبر على أخذ أدوية مهدئة للإندماج في المجتمع.
ذلك المجتمع القاسي الذي يرفض الأشخاص المختلفين كالجوكر ،ذوي البشرة السمراء،ذوي الإحتياجات الخاصة،البدناء، محدودي الجمال،الفقراء....
لو تعرى المجتمع عن ألفاظه المنمقة التي يطلقها بعد كل سخرية يلقيها بهدف الدعابة لظهر وجهه الحقيقي البشع الذي يحاول إلقاء عيوبه والتستر عن فشله من خلال الإنقضاض كالكلاب المسعورة على هؤلاء الأفراد.
أنت لا تعلم أنك بفعلتك تدفع بشخص بريء نحو هاوية الإنتقام من المجتمع وذلك من خلال مختلف الآفات الإجتماعية التي يختلقها .
مخدرات، جرائم، مثلية جنسية...
ألا يتبادر لذهن أي أحد طرح سؤال ما سبب هذا،مالدافع وراء هذا ....
ألم نصادف يوما قصصا حول تعرض أطفال لعمليات إغتصاب من طرف معلمي المدارس الحكومية و القرآنية و الكنسية!!؟؟ ما نتيجة ذلك يا ترى
ألم نصادف يوما أطفال يسهرون ليلا بلا رقيب بحجة ضيق البيوت
ألم نمر يوما على طريق لم نجد فيه طفلا يبيع مناديل ورقية
أم أولياء عديمي المسؤولية يشجعون أطفالهم على الفسق و الرذالة
- ألم تكن في أقسامنا فئات منبوذة حتى من الأساتذة من دون سبب وجيه أغلبهم فقراء .........
أنا لا أبيح هذه الأفعال أو أختلق مبررا لمثل هذه الإنتهاكات لكن لو أخضعنا كل حالة لدراسة معمقة لوجدنا السبب الرئيسي المجتمع ،التهميش،القسوة،الفقر ،الحاجة.
فالمجتمع هو العدو الأول و الجلاد والقاضي في آن واحد يتستر عن عيوبه من خلال مهاجمة الضعفاء وانتزاعهم من إنسانيتهم ثم صقلهم و بلورتهم وتهيأتهم للعب الأدوار الشريرة ليتم بعدها إنتقادهم بشكل لاذع من نفس الطبقة التي ساهمت في إيقاظ الجانب المظلم فيهم.
- أنا لا أبرر الأفعال إنما أبحث عن الأسباب.
لكل إنسان مهما بلغت درجات صفاء روحه قابلية للشر فثنائية الخير و الشر التي تتحكم في النفس تجعل من الإنسان ينتقل بين فعل الخير و الشر بشكل سريع فالنفس تميل بشكل غريزي لفعل الشر لأنها أمارة بالسوء.
لذلك لو تمكن المجتمع من احتواء الضعفاء بدل الأستهزاء بهم لتجنبنا جل الآفات التي أضحت تنخر المجتمعات المسلمة للأسف أو على الأقل تدارك الموقف و إعادة إدماج هؤلاء الأشخاص والأخذ بيدهم نحو بر الأمان .
يمكن أن تكون أيها القارئ لهذه الكلمات من بين المحتاجين للعون النفسي لا تبخل نفسك من طلب المساعدة ولا تعمق من مشكلتك حاول أن تجمع شتات نفسك بنفسك حاول أن تصل ما ساهم البعض في قطعه كن أنت المحرك الأول.
إن كنت مدمن،لص،مثلي،ملحد،مجرم خذ ساعة حقيقة مع نفسك وفكر في النتائج قبل الأسباب هل يستحق كل هذا ما تفعله رجاءا تدارك الأمر قبل فوات الأوان......مع حبي لك/لكي وشكرا