محاكمه الحياء
كانت قاعة المحكمة ممتلئة عن بكرة أبيها ،ولا يوجد موقع لأحد أن يجلس ، الجميع يتحدثون مع بعضهم البعض ،،
دخل حاجب المحكمة ورفع صوتة وهو يقول ،،محكمة ،، بعدها دخل القاضي ومستشاريه
صمت جميع من بالقاعة ونهضوا وقوفا حتى جلس القاضي ومستشاريه وأشار لهم القاضي بالجلوس فجلسوا ،
قال القاضي للحاجب ،،نادى على القضية الأولى ،،
قال الحاجب ،، الشعب ضد الحياء
هنا نظر القاضي إلى رجل عجوز كهل يجلس خلف القضبان وقال لة ،،هل انت المتهم الحياء ؟
رد الرجل بصوت واهن ،، نعم انا الحياء
نظر القاضي إلى كومة الاوراق التى أمامة ثم قال ،، انت متهم بفساد الشعب فما هو دفاعك ؟؟
رد العجوز ،، فى البداية ،،فليسمح لى سيدى القاضي بأن اتحدث وانا جالس لاننى وكما ترى عجوز كهل ،،
قال القاضي,,لا مانع تفضل بالدفاع
قال العجوز.....
أود فى البداية أن أعرف نفسي لهيئة المحكمة ، انا الحياء ابن الاخلاق ، وانا شعبة من شعب الإيمان بالله ، وقد غرسنى الله فى جميع خلقة سواء فى الذكر أو في الأنثى وان كنت أكثر فى الانثى ،هذا أمر الله ،، والاتهام الموجة إلى بفساد الشعب هو فى الأساس اتهام بكونى مغروس فى الإناث ضد ذكور الشعب بصفة خاصة ،،
سيدى القاضي ،،، فى الزمن الماضي كانت الإناث يتربين فى المنزل قبل المدارس على الحياء بالإضافة إلى ما خلقن بة من الحياء ،،لذلك نشئن وهن لديهن حب الحياء وكرة الفجور ،فكن إذا جلسن فى المنزل لا يجلسن عاريات أو شبة عاريات حياء من أنفسهن ولا يتحدثن مع الرجال الأجانب عنهم الا من وراء حجاب ،واذا خرجن إلى الشارع فيخرجن وهن يرتدين ملابس تكاد تغطيهم من راسهن حتى أخمص قدميها ولا يتحدثن مع الرجال الا فى أضيق الحدود ،،،حتى بداية حقبة الستينات حيث وسوس الشيطان لعنة الله فى نفوس بعضهن بالمساواة بين الرجل والمرأة وهنا بدأ التحرر فى الظهور فبدأ بالثياب حيث بدأ فى تقصير الثياب وكشف أجزاء من اجسادهن كانت مغطاة من قبل والحجة الذى يرد بها الشيطان لعنة الله على الإناث هو الموضة الذى هى من أساليب حرية التعبير عن أنفسهن ،، هنا بدأت الإناث يتخلين بارادتهن عن اجزاء من الحياء وذلك في سبيل أنهن متساوون بالرجال ،، ورويدا رويدا بدأن يتخلين بارادتهن أيضا عن اجزاء اخرى من الحياء ولا ليتهن اكتفين بذلك بل بدان بالوسسة فى اذان الأخريات ليتخلين هن أيضا عن الحياء ،، وحقبة وراء حقبة فى الزمن بدأ الحياء يقل رويداً رويداً فى نفوس الإناث،، والتطور التكنولوجي الذي يجرى جرى الوحوش فى البرية زاد من قلة الحياء ، حتى أصبح ما هو من الحياء فى السابق موضه قديمة انتهى عصرها ،و أصبح ما هو فجور فى السابق هو الحياء الحديث ،،واذا أردت أن اتحدث واقول إن هذا من الخطأ اجد امامى جيش من المعارضين مسلحين بالشيطان ،،،
سيدى القاضي ،،،
انا برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب من التهمة الموجهة إلى ،، وان الشعب الذى يقاضينى اليوم هو المتهم الأساسي وانة صدق وساوس الشيطان لعنة الله ونفذ تعاليمة حرفيا ،، وبهذا اكون قد انتهيت من الدفاع عن نفسى والحكم لعدالتكم ،وانا راضى بة ،،
نظر القاضي إلى مستشاريه وبعد كلام خافت بينهم طرق القاضى على المنصة وقال ،،،،
بعد المداولة مع السادة المستشارين حكمت المحكمة ببراءة المتهم الحياء وإنهاء القضية تماما ،....