•  منذ 4 سنة
  •  1
  •  0

كاتب(ة) : شريف نجاح

خلاصة كلامي في حوار طويل مع ملحد

أولاً: المفردة الأولى التي تكون منها الكون لابد وأن تكون مركبة؛ لأن التركيب وصف لازم للمادة، وإذا كانت مركبة فلا تصح أن تكون أزلية؛ لأن عناصرها تسبقها، وعناصر العناصر كذلك إلى ما لا نهاية، فالقول بأزليتها يستلزم تسلسل العلل إلى ما لا نهاية، وهو باطل عقلاً،
فلزم أن تكون قد نشأت مركبة بعد أن لم تكن من أول لحظة من قبل خالق.
وأكرر معنى أن التركيب هو البداية، أي المادة نشأت من أول لحظة مركبة لا تسبقها عناصرها، فلابد وأن تكون قد جاءت بعد أن لم تكن خلقها خالق بعد أن كانت معدومة، وليس فقط ركبها؛ لأن التركيب صفتها الأولية.
كالفارق بين من ينشئ لك سيارة فجأة بدون مقدمات، بدون احتياج لتجميع أجزاءها وتركيبها، وصانع السيارات العادي الذي يشتري قطعها قطعة قطعة ويركبها قطعة قطعة.

ثانيًا: التركيب يقتضي علمًا وخطة سابقة للتركيب، فلابد من عليم وجوده سابق للكون كمن يقوم بتركيب سيارة مستخدمًا قوانين الفيزياء والميكانيكا.
ثالثًا: وكما أن للسيارة غاية وهدف وحكمة ووظيفة تؤديها، فكذلك لابد للتركيب الكوني غاية وهدف، فلابد من سبق حكمة وحكيم.

رابعًا: لدينا هنا صفات للذات التي أوجدت التركيب والكون
- قدير، وذلك ظاهر.
- أول أزلي؛ لأنه لو كان مسبوقًا، لكان مخلوقًا، فنحتاج للسؤال عن خالقه فتعود المسألة.
- آخر أبدي؛ لأنه لا يتبعه شيء من جنسه، ولا يشارك مخلوقاته في ترتيب زماني أو مكاني، فلما كان متعاليًا عن أن يكون مع مخلوقاته في مضمار مكاني لأنه خالق أماكنها، أو مضمار زماني لأن الزمان نتاج حركة في المكان لم يكن لأوليته غير آخريته.
وتوجد استنباطات أخرى لصفات الخالق من الضرورات العقلية لكن أكتفي بهذا.
بافتراض البداية البسيطة غير المركبة للكون سواء كانت مادة بسيطة أو طاقة بسيطة تكون بعدها التركيب بانفجار عظيم أو أي سبب من التخيلات، إذا كانت بسيطة فتحتاج لعلم يحركها لغاية التركيب الحكيم، وهي ليست عالمة فلابد من عالم يحركها وفق خطة؛ لأن الخطة سابقة على البناء والتركيب الحكيم.


وإذا كانت بسيطة ثم ركبت فمع ماذا ركبت؟ وكيف اتجهت للتركيب أو حتى للإنقسام؟ علمًا بأن الاتجاه والتحرك لا يكون في عالم المادة إلا من مركب معه طاقة، وما هي مميزات لحظة الانقسام أو الانفجار والاتجاه عن سوابقها في عالم الأزل؟ أعني لماذا هذه اللحظة بالذات؟ ولا جواب إلا تدخل خارج عنها، أو أنها بدأت مركبة فنعود للافتراض الأول.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.