•  منذ 4 سنة
  •  0
  •  0

سورة الضحى ومعالجتها للحزن وتقديمها للدعم النفسي

من المعلوم أن سورة الضحى نزلت تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال المشركون ودع محمداً ربه وقلاه، وذلك بعد تأخر الوحي، فنزلت لتنفي مزاعمهم وفيها (ما ودعك ربك وما قلى).


وعناصر الطمأنة في السورة تصلح لنا جميعا وهي كالتالي:-
1- ذكر الضحى والليل الساجي وهما أجمل وأمتع أوقات النهار والليل، والليل الساجي هو الليل الهادئ الساكن خفيف النسمات، والمستفاد منهما نفسيا أن يتذكر الإنسان أن الرعاية التي أرسلتهما لجميع المخلوقات بشرا وحيوانا وحشرات لن تنساه، وأنه لو كانت المعاناة غاية أصيلة في الوجود لما كان هذين الوقتين الرائعين، ناهيك عن كونهما يفضلان ويزيدان عن حاجة الخلائق حيث يوجد الضحى والليل الساجي في الصحاري حيث لا أحد يسكن هناك.


2- التذكير بلقاء الله والطمع فيما عنده في الآخرة (وللآخرة خير لك من الأولى) ولذا أرشدنا القرآن لجملة إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة.. وليس ذلك للاستسلام فقط ولكن تذكر أننا مملوكون لغالب لا يغلبه أحد في ممتلكاته وأن الرجوع إليه هو النهاية السعيدة وليست الأزمة التي نمر بها هي النهاية.

3- الأمل في المستقبل (ولسوف يعطيك ربك فترضى ).

4- الطمأنة من خلال حل الأزمات السابقة والتي كان الإنسان لا يتخيل حلها ومثاله في السورة [ألم يجدك يتيماً فآوى، و وجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى).


5- جلب السعادة للذات من خلال جلبها للآخرين (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ).


6- تحديث النفس والغير بما حبانا الله من نعم في ذواتنا وما حولنا، لأن المصيبة تنسي الإنسان ما فيه من نعم كما قال تعالى في ذم البعض (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور ).

فكلمة كفور تعني نسيان الإنسان للنعم التي هو فيها حين تحل مصيبة، ومن فوائد ذكر هذه النعم محاربة اليأس عند المصيبة، وأنه لو كان الغرض تعذيبه وشقاؤه لما بقيت له تلك النعم، وفي السورة معنا (وأما بنعمة ربك فحدث).


7-وقد جاءت سورة الشرح بعد سورة الضحى والارتباط بينهما من حيث المعالجة النفسية وجلب الرضى والنور لا يخفى

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.