•  منذ 3 سنة
  •  0
  •  0

كاتب(ة) : عببر حسن

بين الواقع والاسفاف

-"غدر وجرح وقله فرح،دنيا شمال، ذل وقهر ولعب الزهر مع الاندال"

-" يا مسكره بصي من الشباك يا معسله"

-" انا المواطن انا الغلبان انا اللي مش لاقى العيش كمان"

أن المهرجان الشعبي لم يصبح اليوم الموسيقى الخاصة بـ العشوائيات والمناطق الشعبية، ولكن اصبحت موسيقى الطبقة المتوسطة والراقية، كما أنها استطاعت الوصول لأبناء مدارس (الانترناشونال) اذًا هل هو تدني الذوق العام أم تمثيل للواقع؟

"اذا اردت معرفه شعب انظر الى موسيقاه"


كيف بدأ هذا النوع من الموسيقى؟

يظن البعض خطأ أن المهرجان موسيقى حديثة، لكن يرجع بذرة هذا النوع من الموسيقى لمغنيين الربابة ثم المواويل فى افلام الابيض والاسود بداية من محمد طه وإلهام بديع. وظل الموال الموسيقى الشعبية حتى بداية سبعينيات القرن العشرين ثم ظهر عدويه وهو يعتبر الأب الروحي للأغنية الشعبية ثم تبعه حسن الاسمر و شعبان عبد الرحيم وحكيم وعبد الباسط حموده.


يرجع النقاد سبب ظهور هذا النوع من الموسيقى إلى التفاوت الطبقي الرهيب في آخر 40 عام. وتهميش سكان المناطق الشعبية، مما دفع بهذه الطبقة للتعبير عن وجودهم بهذا النوع من الموسيقى. ومن المعروف أن أهم ما يميز هذه الموسيقى هو الصوت الصارخ والذي يعتبر سمة أساسية من سمات هذه المناطق. حتى تتفوق على ضجيج يومهم ولتلائم مناسباتهم السعيده.


من الصعب معرفة أول من غنى المهرجان في شكله الحالي، لان كما سبق وذكر ظهر في المناطق الشعبية وخاصة في الافراح فلم يتم تسجيله بشكل رسمي. لكن أول ظهور على الساحة عام 2007 لفرقة تدعي الدخلاويه. ومع ظهور نوعية من الأفلام تدور حول أشخاص من سكان هذه المناطق بكثرة، فأصبحت فقرة الراقصة والمهرجان توضع فى الفيلم حتى وإن لم يكن لها داعي. كما أن استُخدم المهرجان كنوع من الدعاية، لكن ظل الإعلام الرسمي يعتبره نوع من الإسفاف. حتى ثورة يناير، والتى تعتبر نقطة تحول في رحلة المهرجان الشعبي، فاصبحت الكلمات أكثر تهذيبًا كما أصبح يناقش مواضيع تخص طبقات الشعب الكادح من سكان العشوائيات والمناطق الشعبية والطبقة المتوسطة. لكن هذا لايمنع أن بعض المهرجانات مازلت تحمل كلمات بذيئة بل احيانًا تصل الى احيائات جنسيه.


ويرى النقاد أن كلمة موسيقي لاتتناسب من الاساس مع المهرجان الشعبي. ويطلقون عليه "خبط حلل" كما أن الألفاظ المستخدمة في هذا النوع من الاغاني تعتبر بذيئة ولا يجب ان يسمعها الأطفال. وهذا صحيح الى حدًا ما، لكن دعني أوضح لك شيًا، من منطلق آخر هذه الألفاظ الدارجه المستخدمة بشكل يوم في حياة هذه الفئة، وخاصة أنه يغلب الجهل فى هذه المناطق. فهو لا يدرك انه يستخدم الفاظ بذيئه في النهاية هي ألفاظه اليوميه العاديه، وذلك لا يعتبر مبررًا منِ لاستخدام تلك الألفاظ بالتأكيد.


يشبه المهرجان الشعبي فى سرعة أدائه موسيقى (الراب)، والتى تعتبر ناتج طبيعي لتغير الزمن وعصر السرعة، والذي أصبح قليلًا ما تجد فيه من يستمع لأغنية كاملة لأم كلثوم مثلًا. يختلف المهرجان الشعبي عن موسيقى الراب فى نوع الكلمات المستخدمة والمواضيع. اذًا اظن ان المهرجان الشعبي نوع من تمثيل واقع ما آل إليه الذوق العام .

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.