نحن أشخاص مسايرون أكثر من مستقلين
نحن أشخاص مسايرون
أكثر من مستقلين"
الإنسان بطبيعته إجتماعي، وبنسبةٍ كبيرة يخضع لأراء المجتمع وما زالت فكرة العادات والتعصب الثقافي راسخة في عقله. لكن ما زلنا نوهم أنفسنا بأننا نبحث عن الإختلاف، وأننا أشخاصٌ مختلفون، ونسعى جاهدين في البحث عن حرية أنفسنا.
لكن في الحقيقة، لا
لماذا؟
لأننا ما زلنا متمسكين "بنظرية الأقدمية، والأغلبية"
بمعنى لو كان هناك مجموعة أشخاص يتناقشون في موضوعٍ ما، وجميعهم تشابهوا في نفسِ الفكرة باستثناء واحدٍ منهم، وقتها سيخبرك الجميع بنظرات أعينهم التي تسترق الاستغراب؟! ( هل جميعنا على خطأ، وأنتَ بمفردك على صواب)
نحن ما زلنا نؤمن بأن رأي الأغلبية وتوحيد أفكارهم تطغى وتنتصر على رأي واحد
وهي في الحقيقة ليست دائماً ما تكون صحيحة، فلو استرجعنا بذاكرتنا قليلاً وسألنا أنفسنا
( إبراهيم عليه السلام كان رأيه مختلفاً عن قومه، وكان دائماً يطرح على نفسه التساؤلات، التي كانت تدور حول فكرة من خلق هذا الكون؟
ثم بعدها جلس وفكر بأن هذا الكون إستحالة أن يأتي صدفة، وعندما رأى القمر قال:" هذا ربي"
وعندما رأى الشمس قال:"هذا أكبر"
فالتساؤلات التي طرحها إبراهيم على نفسه دلالة على خضوع عقله للمنطق، فلم يسأل قومه ولم يقلدهم
رغم أنهم جماعة . وكان رأيه الفردي قد تغلب على رأي الجماعة
وفي بدايته للدعوة الى الله سخِروا منه قومه وقالوا له " وجدنا أباءنا لها عابدين." وهنا يدل على أن الإنسان بطبيعته مقلد أكثر من أنه مُغير ومختلف. وهنا التقليد الأعمى والتبعية التي تقود الى الضلال .
وأيضاً قبل 1500 سنة كانوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة، وأن الأرض محور الكون، وأن كوكب الأرض هو الوحيد الذي يصلح للحياة. وجميع تلك النظريات تم اكتشافها بأنها خاطئة .
لذلك ليس دائماً فكر الجميع هو الذي أصح من فكر الفرد الواحد، أو أن فكر الأقديمة هو الصائب وهو الذي يجب علينا اتباعه.
فخضوع الذات الى رأي الجماعة يقودنا إلى تقييد العقل
وضعفه ومنعه من التفكير.
بقلم الكاتبة: نور أبوعودة